إن العديد من الأخطاء في تربية أبنائنا تدمّر مستقبلهم وذلك بجهل منّا، ومع تطوّر الزّمن أصبح من الضّروري البحث في كل ما يخصّ الطفل من أجل تربيته تربية ناجحة وتجنّب الأخطاء التي قد تدمّر حياته فأطفالنا جوهرة ثمينة وعليه فإن مدونة فياستيريا تساعدكم على ذلك ..... وفي هذا المقال بالضبط نتطرّق إلى إحدى الأخطاء في موضوع الذكاء العاطفي مابين تدميره وتحصيل فوائده.
فوائد الذكاء العاطفي عند الأطفال
إن الأبحاث والدراسات أثبتت أن الطفل الذي يتمتّع بالذكاء العاطفي شخصا ناجحا في حياته وتظهر هذه الفوائد في:
- تحسين العلاقات الاجتماعية
إن المحاور الأساسية للذكاء العاطفي هو التعاطف مع الآخرين والمهارات الاجتماعية، فعند اكتساب طفلك لها سيكون قادرا على إدارة الصراعات وتكوين الصّدقات والنجاح في مسيرتهم المهنية والاجتماعية مستقبلا
- تحسين الصحة العقلية
الأطفال الذين يتمتعون بمستويات أعلى من الذكاء العاطفي هم أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب والأمراض العقلية الأخرى، فهم بالتأكيد يعبرون عن مشاعرهم وينفّسون من الضغط داخلهم بأساليب واعية ومتحضّرة، وبذلك تتلاشى المشاكل النفسية ولا يكون للكبت ساحة.
- تقوية الدافعية للتّعلم
أسفرت نتائج عديدة عن وجود ارتباط بين الذكاء العاطفي ودافعية الطفل للتعلّم، فالذكاء الوجداني يساعد الطفل على مواجهة التحديات والعقبات المختلفة أثناء حياته وضبط انفعالاته وتنظيمها، فيما يساهم الذكاء العام وهو ذو طبيعة معرفية يتضمن قدرة الإنسان على حل المشكلات والمسائل وهو يسهم بنسبة ضئيلة تقدّر ب20% في نجاح الطفل في الحياة والنسبة المتبقية تكون من نصيب الذكاء الوجداني،وهذا يجعلنا نستنتج أن نجاح الطفل في الحياة الأكاديمية والاجتماعية والمهنية مستقبلا حكرا على تعلّم المهارات والتمتّع بالذكاء العاطفي .
- نوم صحي وهانئ
إن تمتع طفلك بالذكاء العاطفي يجعله مرتاحا نفسيا مما يسهل عليه النوم، فمن الشائع أن تحدث تقلبات في السرير رغم فوات ساعة النوم والغصابة بالأرق حينما يواجه طفلك دراما كبيرة في مدرسته مثلا وينتهي به المطاف بكبت مشاعره وإزعاجه لها وقت نومه والذي من المفترض أن يحصل على قسط جيد من الراحة لأجل المزاج الجيد في اليوم الموالي وخاصّة الطفل الحسّاس، كما تحدّثنا سابقا عن كيفية التعامل مع الطفل الحساس . مدمرات الذكاء العاطفي
- تهوين الأمور أو تهويلها
إن ردة فعلك أيها المربي تجاه مشاعر طفلك تحدد مستوى ذكاءه العاطفي مستقبلا، فلا التهوين والاستحقار من مشاعره واعتباره مضخم الموضوع أو أن مشاعره تافهة ينفع فمثلا يأتيك غاضبا من ردّة فعل صديقه فتبدأ فورا في إهانته وتقول تستحق ذلك كم من مرة أخبرتك بألا تلعب معه ..... وبدلا من ذلك أخبره بانك تتفهم مشاعره وأن له الحق في شعوره بالغضب .... تعاطف معه ثم أخبره بلطف عن نصيحتك دون تأنيب ولوم، ولا التهويل وتضخيم الأمور والمبالغة ينفع هو كذلك، وخير الأمور أوسطها.- الإهمال وعدم الإصغاء إليه
أيها المربي إن أردت طفلا مستقلا وواعيا أصغي إليه ولاتنصت فقط، تخلّى عمّا تفعله وأعطه كل اهتمامك امنحه المساحة الكافية ليتحدث هو فقط ستجده مقرّب إليك كثيرا وسيتعلّم التحدث عن مشاعره معك لأنه متيقّن أنك ستصغي له وتهتم له، فحرية التعبير تضمن تنمية الذكاء العاطفي.كيفية تنمية الذكاء الوجداني في طفلك
- القدوة
كن ايها المربي قدوة لطفلك تعلّم التعبير عن مشاعرك واحترام مشاعر الآخرين فهذا درس تلقائي للطفل الصغير فهو سيقتدي بك ويطبّقها لا إرادياً.
- تفريغ المشاعر
اسمح ايها المربي بتفريغ مشاعر طفلك سواء بالبكاء أو بشيء أخر علّموهم أن يضبطو مشاعرهم ويفكّرو نحو الافضل ويصوغوا أسئلة إيجابية " ماذا عليّ ان أفعل المرة القادمة؟ ماهو السلوك الايجابي الذي ينبغي أن أتصرف به؟ "
- ضبط المشاعر
لا تستعمل أيها المربي أسلوب كتم مشاعر طفلك كأن يأتي إليك شاكيا باكيا من ألم فتقوم بوضع سبابتك على فمك مشيرا إليه بالسكوت....غريب أليس الطفل يتألم؟..... إذن اتركه يفرغ ألمه عبر بكاءه ثم علمه كيف يضبطه ولا يتمادى في ذلك كأن تقول له اذهب إلى غرفتك وعندما تنتهي من نوبة بكاءك تعال نتحدث عما حصل.
أخيرا
طفلك ايها المربي نعمة يحتاج إلى وقتك لتستثمره فيه، عبر البحث عن المعرفة وطرح الاستشارات وقراءة الكتب الخاصة حتى يكون لديك رصيدا كافي للتعامل معه ولا سيما في الذكاء العاطفي لما له من فوائد جمّة حين تطبيقها على طفلك وتمنية ذكاءه، تيقن أيها المربي أنك ستكون فخورا بطفلك مستقبلا وستفخر بنفسك لانك سعيت في تنشئته جيدا وتتمنى لو عملت أكثر من ذلك.
تعليقات
إرسال تعليق